1 - نبذة عن الملكة حتب حرس : -
حتب حرس "عاشت نحو 2650 قبل الميلاد"،هو اسم ملكة مصرية قديمة وهي ابنة ملك وزوجة ملك وأم ملك. أبوها حوني آخر فراعنة الأسرة الثالثة ، وزوجها سنفرو هو مؤسس الأسرة الرابعة ، وإبنها خوفو الذي بنى الهرم الأكبر في الجيزة. عثر على كنوز قبرها إلى جوار الهرم الأكبر ، فوجدت المقبرة سليمة كاملة ، على حين وجد تابوتها خاويا وتم نقله إلى متحف القاهرة.
يعرف عنها أنها أم خوفو باني الهرم الأكبر ؛ وبذلك تعتبر زوجة سنفرو. ويشير إلى ذلك ما عثر في مقبرتها من ستائر تخص خيمتها المشكلة في هيئة تكعيبة ، وصندوق يحوي أقمشة الخيمة . ومن الأثات ما يحمل اسم سنفرو . وعلى هذا الأساس يعتقد انها كانت زوجة سنفرو. وكانت تحمل لقب "سات نيثر" بمعنى إبنة الإله ، وكان هذا اللقب خلال الدولة القديمة لا يحمله إلا أم الملك .
عرفت الملكة حتب حرس أساسا من مقبرتها المبني في هيئة بئر تحت الأرض ينتهي بغرفة بالقرب من الهرم الأكبر . وجد في الغرفة أثاث وأواني وأختام تحمل اسمها . ويعتقد أن اسمها من ضمن أسماء ملوك مصر المذكورين في حجر باليرمو ، كما يوجد اسمها مكتوبا على النافذة السنوية للفرعون خوفو ، مما يؤكد انها كانت أم خوفو .
2 - أسماء الملكة باللغة الهيلوغريفية : -
اللقب الأول:-
حتب حرس ḫtp hr.s ومعناه "ذات الوجه الصافى ".
واللقب الثاني:-
موت نسوت بيتي Mw.t-nsw.t-bjtj ومعناه "أم ملك مصر العليا والسفلى".
واللقب الثالث:-
سات نيثر S3.t-ntjr ومعناه: إبنة الإله.
3 - مقبرة الملكة حتب حرس : -
مقبرة حتب حرس هي المقبرة رقم(G 7000x) في منطقة أهرامات الجيزة عبارة عن بئر مربع المقطع وينتهي بحجرة المقبرة التي كانت مخصصة للملكة حتب حرس . تقع المقبرة عند ركن الهرم الأكبر الشمالي الشرقي. كانت الملكة حتب حرس هي أم الفرعون خوفو وتعتبر زوجة سنفرو.
عثر عالم الآثار الأمريكي " جورج رايسنر" على المقبرة في عام 1925 . وهي عبارة عن بئر في الأرض ينتهي على عمق 27 متر بحجرة تحتوي على محتويات المقبرة من أثاث وأواني و حلي وغيرها. كانت جميع الأشياء المصنوعة من مواد عضوية قد فسدت ولم يتبقى سوى قطع صغيرة منها ومغطاة بالغبار . واستطاع عالم الاثار الأمريكي إعادة تكوين الأثاث في عمل مضني ، وتعتبر أحسن ما عثر عليه من عهد الدولة القديمة.
لم تكن المقبرة قد نجت من السرقة . فقد وجد التابوت المصنوع من حجر الألبستر فارغا ، ولكن الكانوب كان لا يزال محكما والأحشاء بداخله. وسبب ذلك لا يزال مجهولا. من المؤكد أن هذه المقبرة لم تكن تخص أم فرعون . ويبدو أنها كانت مجرد مخبأ بحيث لا يستطيع لصوص المقابر سرقته أو كانت مقبرة مؤقتة.
4 - طريقة إكتشاف المقبرة : -
كان يقوم عالم الآثار الأمريكي "جورج رايسنر" بأعمال حفريات في محيط أهرامات الجيزة منذ عام 1905 . وعندما كان يضع المصور المرافق له في يوم 2 فبراير من عام 1925 في مكان مناسب للتصوير بالقرب من الهرم الأكبر غرست إحدى حوامل الكاميرا في شق حجر مستوي غريب ، وتبين بإزاحة الرمال عنه أنه مدخل يؤدي إلى سلالم تحت الأرض. وكان رايسنر في ذلك الوقت في الولايات المتحدة . وبعد أن رفع علماء الآثار الحطام الذي كان يملأ البئر وجدوا حجرة المقبرة المغلقة . وبعد أن فتحها "ألان روفي" في يوم 8 مارس 1925 - وهو نائب رايسنر - فوجدها مرصوصة بأشياء فوق بعضها البعض . كانت الأشياء العضوية قد فسدت ولم يتبقى سوي قطع مكسورة وغبار . وكانت أرضية الحجرة مليئة بصفائح الذهب التي وقعت من قطع الأثاث التي كانت مخزونة فيها. فكان من الواضح أن عملية الدفن لم تسير على ما يرام ، حيث كانت الأواني السيراميكية مكسرة وأقمشة الكتان منثورة هنا وهناك.
وفي 12 مارس أمر رايسنى بغلق المقبرة حتى عودته من الولايات المتحدة. وفي يوم 21 يناير 1926 قام بفتحها بنفسه . وخلال 321 يوم قام الرسام "دوس دانهام" برسم جميع القطع .[3] واشترك "نويل ويلر" مع رايسنر في تفريغ حجرة المقبرة . وسجلت تلك العمليات في 1701 صفحة بالتفصيل مصحوبة برسومات للموقع ومذكرات و 1057 صورة فوتوغرافية . بذلك أصبح من الممكن إعادة تشكيل الأشياء. ومع ان إعادة تشكيل أشياء من اجزائها المكسرة من أعمال علماء الآثار إلا أن كانت عملية إعادة تشكيل محتويات تلك المقبرة عملا مضنيا.وبعد أخلاء حجرة المقبرة بدأ علماء الآثار بفتح التابوت في يوم 3 مارس 1926 في حضور كبار الدولة . ولكن خاب الأمل إذ وجد التابوت فارغا. ويقول " "ليندون سميث" الذي كان مشاركا في فتح التابوت :
قمنا برفع غطاء التابوت بحيث نستطيع رؤية ما بداخله ، ولكني لم أجد مومياء الملكة فيه - كان التابوت فارغا! والتفت إلى رايسنر ، فقال ريسنر بصوت عال مقصود " جورج ، يبدو انها قنبلة لم تنفجر! فسأل الوزير المؤول عن الآثار : ماذا تعني بقنبلة غير منفجرة؟ . فرفع رايسنر نفسه من القرفصاء واقفا وقال : أيها السادة المحترمين ، يبدو أن "الملكة حتب حرس" غير مستعدة للمقابلة.
وفي يوم 18 أبريل 1927 رفع التابوت الذي يزن نحو 2و2 طن ثم فتحت الزاوية المغلقة في حجرة التابوت حيث وجدت فيها الأربعة أواني كانوبية وكانت لا تزال سليمة .وبعد نحو 25 سنة من الدراسة وإعادة تكوين الأثات والأمتعة تم عرضها على الجمهور .
5 - بنية المقبرة : -
كان للمقبرة بناء صغير فوق الأرض . وتبدأ المقبرة من أعلى بسلم نازل تحت الأرض مكون من 12 عتبة عرض كل منها 55 سنتيمتر يصل إلى بئر عميق ، يبلغ اتساع فتحته العليا 4و3 متر ، ثم تبلغ اتساع الفتحة 75و1 في 37و2 متر عند عمق 3 متر ، ويستمر البئر حتى عمق 27 متر حيث يتغير اتساعه بين 35و1 - 55و1 متر . ووجدت عن فتحة البئر من اعلى علامات لاستخدام ألواح خشبية ، ربما كانت بغرض تنزيل التابوت الثقيل إلى حجرة المقبرة. وكانت جدران البئر ذات حفرات بحيث تسمح للعمال الصعود والهبوط بالإستناد عليها.
عند عمق نحو 50و7 متر وجدت زاوية محفورة في الحائط الغربي باتساع 67و1 متر وارتفاع 10و2 متر ، وجد بها جمجمة ثور وعدة عظام من أرجله ، كانت ملفوفة في حصيرة ؛ وبجانبها وجدت قارورتين نبيذ ومعها قطعة حجر رملي ، يعتقد باحث الأثار "روي" أنها كانت تمثل قتل الثور أثناء المراسيم الجنائزية ، بالإضافة إلى وجود بعض القطع الفضية والفحم وأحجار بازلت . وتدل تلك الأشياء على تقديم قربان أثناء المراسيم الجنائزية.
ينتهي البئر عن عمق 42و27 متر حيث يؤدي إلى مدخل ارتفاعه 92و1 متر إلى حجرة المقبرة. يبلغ طولها 22و5 متر في إتجاه الجنوب ، ويبلغ عرضها بين 67و2 إلى 77و2 متر . خلف المدخل مباشرة توجد حفرة مستطيلة عند زاوية الحجرة ناحية الشمال الغربي يبلغ طول الحفرة 60و1 متر وعرضها 40و1 متر وعمقها 21و1 متر ، ربما كانت بغرض حفظ الخيمة . كما وجدت فتحة في الحائط فتحة طولها 76و2 متر وعمقها 75 سنتيمتر وموضوع فيها صندوق أواني كانوبية ، ويغلق الفتحة حائط من الطوب والجبس .
6 - محتويات المقبرة : -
معظم محتويات المقبرة توجد معروضة الآن في المتحف المصري بالقاهرة. وبعض المحتويات الصغيرة ونماذج طبق الأصل توجد في متحف بوسطن للفنون الجميلة بالولايات المتحدة. يصنف عالم الآثار " رومان غونداكر " محتويات المقبرة بحسب المكتوب عليها بالهيروغليفية إلى مجموعتين: مجموعة الأشياء الأولي التي كانت تتبع الفرعون سنفرو ، والمجموعة الثانية الأشياء التي تم صنعها في وقت لاحق في عهد الملك خوفو ، وتعتبر من أثاث الملكة حتب حرس بصفتها أم الملك. ويبقى غامضا عما إذا كانت بعض الأشياء قد صنعت خصيصا للمراسيم الجنائزية.
1 : سرير الملكة : -
يغطي الإطار الخشبي لهذا السرير رقائق من الذهب. وهو عبارة عن قضيبين جانبيين طويلين بنهايات على شكل نبات البردى. ويرتبط هذان الجانبان بعضهما ببعض عن طريق عارضتين من الخشب.
ويرتكز السرير على أربع ركائز من الخشب المذهب على شكل أرجل أسد مرتبطة بالإطار عن طريق شرائط من الجلد. ويسند قاعدة الحشية دعامتان طويلتان من الخشب مثبتتان في الإطار الخارجي للسرير. وعند موضع القدم هناك لوحة خشبية مرتبطة بالعارضة بأربطة خشبية مثبتة في مساكات من النحاس.
الأبعاد العرض 97سم / الطول 177سم /الإرتفاع44سم .
2 : كرسى الملكة : -
قاعدة ومسند هذا الكرسي مصنوعة من الخشب الطبيعي ومحاطة بإطار خشبي مذهب. أما المساند فهي عالية وكلها مزينه بزخارف من الورود المشكلة من ثلاث ورقات لزهر البردي وسيقانها ضمت برباط أنيق.. ويوجد مسافة بين الذراعين ، ومقعد والظهر مع تصميم للأزهار أنيق وهذا هو العنصر المهيمن لزخرفة الكرسي. ويتألف التصميم من الأزهار ثلاث زهرات ورق البردي الذي ترتبط بها شريطة.
شكلت أقدام الكرسي الأمامية على هيئة مخالب الاسد، استنادا الى المفهوم القديم الذي يربط الحماية بالاسد، وهما أطول من السيقان الخلفية بحيث يميل الكرسي ميلاً طفيفاً للخلف.
الأبعاد الطول 71سم / الإرتفاع 79سم
3 : طبق من الذهب : -
طبق من الذهب عثر عليه ضمن مقتنيات الملكة حتب حرس، حيث كانت تمتلك الكثير من الأساور والخلاخيل المصنوعة من الفضة، إلى جانب الأواني الذهبية، وأدوات الزينة. ومما عثر عليه في قبرها، كان هذا الطبق الذي تم تشكيله بالطرق ثم تم صقله.
ومن المعروف أن المقبرة الأصلية للملكة حتب حرس، زوجة الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة، كانت في دهشور بالقرب من الهرم الشمالي لزوجها. ومن المعتقد أنه نتيجة لتعرض هذه المقبرة للسرقة، فقد نقل أثاث الملكة الجنزى إلى الجيزة، حيث أعيد دفنه قرب هرم ابنها خوفو.
الأبعاد القطر 8.2 سم / الإرتفاع 2.4 سم
4 : أدوات تجميل الملكة : -
من المعروف أن المقبرة الأصلية للملكة حتب حرس، زوجة الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة، كانت في دهشور بالقرب من الهرم الشمالي لزوجها، ومن الراجح أنه نتيجة لتعرض هذه المقبرة للسرقة، فكان أن نقل أثاث الملكة الجنزي إلى مقبرة أخرى بالجيزة، حيث أعيد دفنه قرب هرم ابنها خوفو.
وقد امتلكت حتب حرس بعضا من الأواني الذهبية وأدوات الزينة، والتي من بينها هذان الإناءان واللذان شكلا بالطرق ثم صقلا جيدا. وقد عثر لها أيضا على شفرة حادة وأمواس، وكلاهما من الذهب الخالص.
وكان يستخدمان في إزالة الشعر ولدهان الوجه بالكريمات للتجميل.
5 : أناء من الذهب : -
إناء ذهبي صنع للملكة حتب حرس، يظهر مدى إتقان الصانع الذي قام بطرقه وتشكيله وصقله، في هذه الحقبة المبكرة من تاريخ مصر.
الأبعاد القطر 8.5 سم / الإرتفاع 2.5 سم
6 : صندوق الأساور : -
يغطي الأسطح الداخلية والخارجية لهذا الصندوق الصغير رقائق من الذهب. ويربط الغطاء إلى ظهر الصندوق مفصلات، كما أنه يفتح عن طريق مقبض عاجي.
ويقول النص الهيروغليفى على جانبي المقبض: "والدة ملك مصر العليا والسفلى، حتب-حرس" و"علبة حلي تحتوى على أساور". ونلاحظ أن كلمة أساور قد أضيفت إلى النص بالحبر الأسود على يد كاتب.
وكان هذا الصندوق مصمماً ليضم صفين من عشرة أساور سلكت فى قضبان خشبية زينت نهاياتها بأقراص ذهبية. والأساور نفسها مصاغة من الفضة ومطعمة باللازورد والفيروز والعقيق الأحمر. وهذه الأحجار تعطى أشكال زخارف براقة ومتعددة الألوان.
ومن الملاحط أن قطر هذه الأساور يزيد تدريجياً لتلبس معاً بطول ساعد الملكة.
7 : سكين على شكل لوح : -
كان مما عثر عليه بين أدوات زينة الملكة حتب حرس الذهبية، وهي أم الملك خوفو، تلك السكينة ذات الشفرة الحادة من الذهب.
وهي في شكل لوح، حفظت ضمن أمتعة أخرى في القبر لاستعمالها في الآخرة.
الأبعاد الطول 5.8 / سم العرض 2.9 سم
8 : نصل موسى : -
عثر على النصل الذهبي بين الأثاث الجنائزي للملكة حتبحرس، ويضاهي شكله الهندسي البديع نقاء مادة صنعه.
وربما كان النصل يستخدم للحلاقة، أو لوضع المراهم على الوجه.
الأبعاد الطول 10.2 سم / العرض 4.8 سم
9 : خيمة على شكل تكعيبة : -
وهى مصنوعة من أخشاب الأبانوس مرصعة بالذهب
10 : أوانى الأحشاء : -
وهو صندوق مصنوع من الألبستر لا يحتوى نقوش ولكن يحتوى أحشاء الملكة أو بقايا أحشائها وهذا هو كل ما بداخلها.
7 - المراجع : -
1 – سليم حسن ، مصر الفرعونية .
2 – جيمس بيكى ، الأثار المصرية فى وادى النيل .
3 – المتحف المصرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق