الأحد، 7 أغسطس 2016

بحث عن تطور المقابر في مصر القديمه

فى البدايه يمكننا القول ان كل المنجزات الحضاريه لمصر القديمه كانت بهدف خدمه الدين . او عن طريق سعى المصرى القديم لخدمه الدين .
فمثلا: من خلال ايمان المصرى القديم بعقيده البعث والخلود سعى الى حفظ جسد الميت سليما لكى يضمن له البعث والخلود وفى اطار محاولاته المتعدده لحفظ الجسد حقق المصرى الاكتشافات العظيمه فى مجال الطب واستطاع ان يتوصل الى التحنيط و الذى هو فى حد ذاته يخدم عده مجالات كالطب والكيمياء. ومن هنا يمكننا ان نتفق ان حضاره المصرى القديم كان هدفها الأسمى والأول خدمه الدين والعقيده .
وكما أهتم المصرى القديم بحفظ جسده من أجل البعث كذلك اهتم المصرى القديم بتوفير مكان لائق لكى يحفظ به جسده .
فظهرت عده محاولات لدفن الميت وتطورت من حفره بسيطه الى مقابر غايه فى الروعه والجمال منحوته فى الصخر ومزينه بنقوش ورسومات تنبض بالحياه .

1 - وكانت أول أشكال المقابر فى مصر عباره عن حفره بسيطه فى رمال الصحراء وكان يوضع بها الميت فى وضع القرفصاء وهى وضعيه الجنين فكانوا يعتقدون ان الانسان كما جاء للحياه كذلك يخرج منها وكان الجسد يتم دفنه فى الرمال لكى تقوم الرمال بتجفيف الجسد وحفظه بصوره جيده .
وتدفن معه أوانى بسيطه تحتوى على بعض الطعام والشراب وكانت احيانا تدفن معه بعض الحلى والمقتنيات الثمينه  وتطور شكل المقبره من حفره بسيطه الى حفره لها اشكال هندسيه منظمه (شكل بيضاوى أو شكل مستطيل) وظل هذا الوضع خلال عصور ماقبل التاريخ ختى اوائل العصر العتيق .

2 - فى بدايات العصر العتيق حدث تطورا ملحوظا فى شكل المقابر واتخذت المقبرة الملكيه شكل مصطبه: وهو اصطلاح للجزء العلوى للمقبره فوق الارض ثم يأتى بناء مستطيل تتسع جدرانه من أسفل والبئر: هو أداة الوصول إلي الجزء السفلي الذي ينتهي بحجرتين واحدة للأساس وأخري للدفن وكان هذا البناء من الطوب اللبن ... اختلف بئر الدفن ففي البداية كان بئر الدفن عموديا وبعدها منحدرا ثم درج هابط الذي يؤدي إلي حجرة الدفن توضع لوحتان جنائزيتان من الحجر يعرفان اسم صاحب المقبرة وظهر ذلك فى عهد الملك دن .

3 - ثم حدثت طفره كبيره وهائله فى فكره بناء المقابر فتحولت من مجرد مصاطب بسيطه من الطوب اللبن الى هرم مدرج من الحجر الجيرى وكان هذا التحول الكبير على يد المهندس العبقرى ايموحتب والذى لم يكتفى بمجرد تطوير المقبره ووضع اللبنه الأولى للشكل الهرمى ولكنه قام ببناء مجموعه هرميه كامله للملك زوسر فى سقاره  وبالتالى اصبحت فكره المقبره اكثر تعقيدا .

4 - وكانت المرحلة الثانيه للوصول للشكل الهرمى الكامل هي تلك التي جرت على أرض ميدوم )مركز الواسطي، محافظة بني سويف) إلى الجنوب من دهشور. ينسب هذا الهرم الذي يعرف باسم "الهرم الناقص" للملك "حونى" آخر ملوك الأسرة الثالثة، والذي توفي قبل أن يتمكن من إكماله، فأكمله الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة .وخطا المعماري خطوة هامة في هذا الهرم، تمثلت في كساء الإضافات بالحجر الجيري، لتبدو المنشأة وكأنها هرم كامل. وقد سقط هذا الكساء بمرور الزمن، ولهذا سمي بـ"الهرم الناقص".ويتميز هرم "حوني" بأنه يضم أقدم مجموعة هرمية تقليدية، تلك التي تتكون من الهرم، والمعبد الجنائزي، ومعبد الوادي، ويربط بينهما الطريق الصاعد .

5 - وشهدت منطقة دهشور الواقعة إلى الجنوب من سقارة الخطوه الثالثه  نحو الوصول للشكل الهرمي الكامل، تمثلت في الهرم الذي شيد في عهد الملك سنفرو (أول ملوك الأسرة الرابعة)، والذي يعرف باسم الهرم المنحني . كان المهندس المعماري يهدف بعد التجارب الطويلة السابقة أن يصل بالمقبرة للشكل الهرمي الكامل، والواضح أنه بدأ بزاوية اتضح (بعد أن بدأ العمل) أنها تصل بالهرم إلى ارتفاع شاهق لا تتحمله أساسات المنشأة من فرط ثقل الأحجار، وقد ينتج عن ذلك تأثر سقف الحجرات، والممرات في داخل الهرم، فكان لا مفر من تغيير زاوية البناء ضماناً لسلامة المنشأة، لهذا بدا الهرم منكسراً وكأنه مصطبة يعلوها هرم صغيرً وقد وصل ارتفاعه إلى حوالي 100 متراً .

6 - وكذلك شهدت دهشور الخطوه الرابعه للوصول للشكل الهرمى الكامل وأصبح الهرم الشمالى للملك سنفرو  أول هرم كامل فى تاريخ عماره الاهرام فى مصر و يعرف هذا الهرم أيضا بالهرم الأحمر إشارة إلى أن لون أحجاره يميل إلى اللون الأحمر، وهي مقطوعة من محاجر الجبل الأحمر بالعباسية. وقد بلغ ارتفاع الهرم نحو 99 م .

7 - وكانت الخطوه الخامسه والاخيره للوصول للشكل الهرمى هى فى الاسره الرابعه حيث اختار الملك خوفو (الذي خلف والده سنفرو) هضبة الجيزة ليشيد فيها هرمه ومجموعته الهرمية، واستفاد مهندس الهرم "حم أيونو" من تجارب سابقيه، ليصل بالهرم الأكبر إلى إبداع معماري وهندسي لم يتم الوصول اليه لا من قبل ولا من بعد . وتتسع دائرة الإبداع، ويشيد الهرم على مساحة تبلغ حوالي 13 فداناً، ويصل ارتفاعه إلى 146مترا (أصبحت الآن 138م بفعل عوامل التعرية)، ويشارك في بنائه عشرات الآلاف من العمال، ، ويضم ثلاث حجرات دفن، ومدخل في واجهته الشمالية، وممرين يعتبر الكبير منهما (البهو الكبير)، والذي يصل طوله إلى نحو 47 متراً آيةً في فن العمارة .

8 - واستمرت فكره بناء الهرم خلال الدوله القديمه فنرى فى نهاية الأسرة الخامسة، في عهد الملك أوناس، فكره الشكل الهرمى و تسجل لأول مرة في الأهرامات المصرية (في الحجرات الداخلية) تلك النصوص الهيروغليفية التي تعرف بنصوص الأهرام (هرم أوناس). وتستمر الأهرامات في الأسرة السادسة في سقارة فقيرة في بنائها ، ولكنها غنية بنصوص الأهرام .

9 - وفى الدوله الوسطى ظهر تطور جديد وفريد فى شكل المقبره فى عهد الملك منتوحتب نب حبت رع فقد خرج المهندسون علينا بتصميم جديد يجمع بين المعبد والمقبرة في مسطح واحد، أحدهما يعلو الآخر، ونفذوه في منطقة الدير ، ففي قلب مسطح المعبد شيدوا هرماً ليضم جسد الملك. وفى عهد ملوك الأسرة الثانية عشرشيدوا أهراماتهم. وجاءت أهراماتهم صغيرة في أحجامها، مشيدة من الطوب اللبن، مكسوة بالحجر الجيري أحياناً، وتعلوها هريمات من الحجر، ولكنها في نفس الوقت جاءت غنية في ممراتها الداخلية، وحجرات الدفن فيها .

10 - لقد أدرك ملوك الدولة الحديثة ومهندسو هذا العصر أن مقابر ملوكهم السابقين  قد تعرضت للنهب وأدركوا كذلك أنه إذا كانت الأهرامات ترتبط بإله الشمس لذي تصوروا أنه يمكن الارتباط به في الأخره  من خلال شكل هرمي يبدو كأشعة الشمس فإنها على الجانب الآخر لم تنجح في الحفاظ على أجسادهم آمنة من عبث العابثين. . واهتدوا إلى حل جديد يحقق لهم الصلة بإله الشمس. وهو اختيار موقع جبلي موحش بعيداً عن كل مظاهر الحياة وكذلك الفصل بين المقبرة والمعبد، حيث أن الربط يحدد موقع المقبرة، ومن ثم يسهل الأمر للصوص وكذلك ان تكون المقابر فى منطقة تتسم بالجفاف. بالإضافة إلى سهولة تضليل اللصوص بأن يهيلوا الأحجار الطبيعية على مدخل المقبرة التي تمتد في عمق الجبل، ليبدو الجبل وكأن يد الإنسان لم تمتد إليه .

11 - ما عن الحرص على التعبير عن عبادتهم لإلهة الشمس فقد تحقق من خلال تسجيل أنشودة للشمس في معظم الحالات على جدران الممر الأول للمقبرة عقب المدخل مباشرة، محافظين بذلك على التوازن بين الضرورة الملحة لسلامة المومياء ضماناً للخلود في العالم الآخر، وبين الاستمرار في علاقاتهم في عالمهم الآخر بإله الشمس .

12 - ورغم كل وسائل التأمين التي اتخذها المصريون لحماية مقابرهم، فقد سرقت جميعها، باستثناء مقبرة الملك توت عنخ آمون التي غابت عن أيدي اللصوص، ليحتفظ لنا بها القدر، لتعلن لنا بوضوح كيف كانت مقابر الملوك والملكات غنية بكل أنواع الأثاث الجنزي الذي يعبر عن إبداع فني متميز، وعن ثراء نعمت به مصر في عهد الدولة الحديثة .

13 - المراجع : -

أ - كتاب مختارات من اثار الدوله القديمه والوسطى /د. محمد عبد الحميد شيمى .

ب - كتاب معجزه الهرم الأكبر / د.زاهى حواس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق